كيف اربي أطفالا سعداء ؟! إتبعي التعليمات ...

لا شك أن معظم الأمهات يتمنين اسعاد أطفالهن، في رحلة دائمة للبحث عن نشاطات متنوعة من شأنها بعث الحيوية والنشاط، وتحفيزهم للابداع والتميز.
يندهش كثيرون من السر الذي يجعل الأطفال سعداء، حيث يخبر أخصائيو علم نفس الطفل ان سعادة طفلك ليست هدية يتم لفها وتقديمها للطفل، أو قطعة شوكولا مثلا ذات ورق ملون ولامع، بل هي وكما يؤكد أخصائي علم النفس ومؤلف كتاب "جذور الطفولة الى نضوج سعيد" - The Childhood Roots of Adult Happiness –
ادوارد هالويل، دلالات داخلية وليست خارجية. ويوضح هالويل أن انشاء أطفال مميزين بعيدا عن صفات الغضب أو الملل أو حتى التكبر والحزن يستدعي مساعدتهم على زرع صفات شخصية داخلية تساعدهم على الولوج في الحياة وشق طريقهم بنجاح. ولا يستدعي ذلك بالضرورة أن تكوني خبيرة علم نفس أطفال أو أن تملكي من الحكمة الكثير لتمنعي أطفالك من الوقوع في مطبات حياتية، فيكفي أن تملكي قليلا من الصبر والمرونة حتى تؤسسي لحياة متوازنة يعيشها طفلك بالرغم من كل ما يعترضهم من مشاكل حياتية لا بد منها.

تعلمي قراءة ما خلف السطور بذكاء!
يظهر طفلك وطفلتك في عامهم الأول قدرا عاليا من الذكاء، يعبرون من خلاله عما يسعدهم أو يحزنهم. فأنت تعلمين من وجوهم المضيئة انهم سعداء لدى عودتك أو عودة ابيهم الى المنزل ، في حين تغرورق أعينهم بالدموع لدى افتقاد غطاء السرير المفضل لديهم مثلا.
طفلك وطفلتك السعداء: دائمو الابتسام، يلعبون، مستكشفون ولا يحتاجون لكثير من التحفيز للتحرك واللعب. أما حين يكون أطفالك غير سعداء، فيتملكهم الصمت، أو لا يأكلون بشكل كبير، كما أنهم لا يتفاعلون مع الغير بشكل فطري، اضافة الى أنهم قليلو الحركة وقليلو الأسئلة وحتى قليلو الابتسام والتحدث.
انتبهي فقد يكون طفلك من النوع الخجول، والذي لا يتفاعل مع الغير بسرعة، وهذا لا يعني أنه غير سعيد، فالخجل ليس كالحزن الا أن قراءة طفلك من شأنها تنبيهك لأمور عدة. ويؤكد هالويل أن قراءة التغييرات في تصرفات طفلك أو طفلتك كإنعزالهم بشكل ملحوظ أو خوفهم من شيء ما تستدعي التنبه الى مواجهة طفلك أو طفلتك لطارىء أو مشكلة ما .
يميز بروفيسور علم النفس في مركز ريش بريس بارتيريان الطبي بول هولينغير في شيكاغو تسعة أنواع من سبل التواصل الفطرية التي يعبر بها الأطفال عن أنفسهم، والتي يندرج تحتها "الفضول والاهتامم "و" المتعة" كمميزات وعلامات ايجابية يشعر بها الطفل، في حين يعبر "القلق" و "الغضب" و"الخوف" عن طفل غير سعيد.
اعتقاد خاطىء يعتقد البعض أن الطفل حين يشعر بالخوف والغضب بسهولة فهو بعيد عن الحزن، الا ان هولينغير يؤكد أن الطفل قد يعبر عن الحزن من خلال الغضب، ويؤكد " مهما كان عمر الطفل فان الغضب هو شكل من أشكال "القلق المفرط" مضيفا أن سلوك طفلك والذي يضرب فيه أحد اخوته أو يرمي فيه بالألعاب أرضا هو مؤشر واضح على قلقه والذي بلغ درجة كبيرة فقد فيها القدرة على التحكم.
يملك كل طفل طرقه الخاصة للتعبير عن مشاعره في الأوقات "الصعبة"، فالبعض ينعزل، في حين يصاب البعض الاخر بنوبات غضب، واخرون ييميلون الى التعلق بابائهم بشكل مفرط.