كانت قبلة المسلمين منذ البعثة النبوية المباركة هي " بيت المقدس " الذي كانت اليهود تتوجه إليه في عباداتها ، وظلّ هذا المكان المقدس قبلةً للمسلمين طيلة ثلاثة عشر عامًا يتوجهون إليه في عباداتهم وصلواتهم ، وما إليها من الأمور التي يشترط فيها مراعاة القبلة .
وفي ظهر يوم الثلاثاء النصف من شهر شعبان أو رجب حسب أغلب الروايات من السنة الثانية للهجرة النبوية المباركة ، أي بعد البعثة النبوية بثلاث عشرة سنة وبعد ستة عشر أو سبعة عشر أو ثمانية عشر شهراً من الهجرة النبوية تحوّلت قبلة المسلمين من بيت المقدِس إلى الكعبة الشريفة .
ذكر بن سعد في الطبقات ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة فصنعت له طعاماً وحانت صلاة الظهر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ركعتين ثم أُمر أن يوجه إلى الكعبة فاستدار إلى الكعبة واستقبل الميزاب فسمي المسجد مسجد القبلتين ) .
أما المكان الذي تمّ فيه تغيير القبلة فهو مسجد ينسب لبني حرام من بني سلمة ، وتذكر بعض المصادر أن بني سواد بن غنم بن كعب هم الذين أقاموه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومنذ هذه اللحظة سُمي هذا المسجد بمسجد القبلتين ؛ لأن الصحابة صلّوا فيه صلاة واحدة إلى قبلتين .
يقع المسجد في الجنوب الغربي من بئر رومة قرب وادي العقيق وفوق رابية مرتفعة قليلاً ، ويبعد عن المسجد النبوي خمسة كيلو مترات بالإتجاه الشمالي الغربي .
سمي بذلك لوقوعه في منازل بني حرام . يقع المسجد غربي جبل سلع ، وعلى يمين القادم من شارع السيح والمتجه إلى منطقة المساجد السبعة ، خلف المدرسة الثانوية الثامنة للبنات .
وقد ورد أن في محله حدثت معجزة تكثير الطعام على يد الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب أثناء حفر الخندق . وإنه صلى في موضعه . عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد الخربة ومسجد القبلتين وفي مسجد بني حرام بالقاع .
مسجد المصلى ( الغمامة ) في موضعه كان يصلى عليه الصلاة والسلام صلاة العيد وصلاة الاستسقاء . ولهذا عُرف بمسجد المصلى .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى ليستسقي ، فبدأ بالخطبة ، ثم صلى وكبر واحدة افتتح بها الصلاة ، فقال : " هذا مجمعنا ومستمطرنا ومدعانا لعيدنا ولفطرنا وأضحانا ، فلا يُبنى فيه لبنة على لبنة ولا خيمة " .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فمرّ بالمصلى ، استقبل القبلة ووقف يدعو .
وبهذا الموضع تفقد النبي صلى الله عليه وسلم جيش بدر . وهذه الأرض كانت لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، وفي هذا المكان دعا عليه الصلاة والسلام بالبركة للمدينة .
عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ، ثم صلى بأرض سعد ، بأصل الحرة ، عند بيوت السقيا ، ثم قال : " اللهم إن إبراهيم خليلك وعبدك ونبيك ، دعاك لأهل مكة ، وأنا محمد عبدك ونبيك ورسولك ، أدعوك لأهل المدينة ، مثل ما دعاك به إبراهيم لأهل مكة ، ندعوك أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم ، اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة ، واجعل ما بها من وباء بخم ، اللهم إني قد حرمت ما بين لابتيها ، كما حرمت على لسان إبراهيم الحرم " . رواه أحمد
وهي من معالم المدينة المنورة ، وهي مجموعة مساجد صغيرة عددها الحقيقي ستة وليس سبعة ، ويروي بعضهم أن مسجد القبلتين يُضاف إليها حيث يبعد عنها ( 2كيلو متر مربع ) فقط لأن من يزورها يزور ذلك المسجد أيضاً في نفس الرحلة فيصبح عددها سبعة .
وتقع هذه المساجد الصغيرة في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبوة للدفاع عن المدينة المنورة عندما زحفت إليها قريش والقبائل المتحالفة معها سنة خمس للهجرة .
ويُروى أنها كانت مواقع مرابطة ومراقبة في تلك الغزوة وقد سُمي كل مسجد بإسم من رابط فيه ، عدا مسجد الفتح الذي بُني في موقع قبة ضُربت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه المساجد على التوالي من الشمال إلى الجنوب هي :
مسجد الفتح .
مسجد سلمان الفارسي .
مسجد أبي بكر الصديق .
مسجد عمر بن الخطاب .
مسجد علي بن أبي طالب .